صعود نادي أحد لدوري جميل والمركز الإعلامي.. كفاح نهايته نجاح..
علمتني الحياة.. أن النجاح وليد العزيمة والإصرار وتحدي الذات، وأن كل تجربة بحاجة للتوكل على الله والصبر.. لتفخر بها يوما ما.
ما أصعب أن ترفع حجرا وتصعد به جبلا.. فبجانب أن العمل كمدير للمركز الإعلامي بالنادي الذي دوما كنت مشجعا له تشريفا، إلا أنه تكليفٌ كبيرٌ لتقديم خدمة إعلامية مميزة للجماهير تعبر عن صورة النادي ومكانته وحجم جماهيره، وتزداد الصعوبة لعدم وجود أساس يُعتمد عليه في البناء.
اليوم انتهت فترة عملي في المركز الإعلامي بنادي أحد.. بعد مسيرة إعلامية وتقنية استفدت منها الكثير وتنقلت في مراحلها مع زملائي.. ومن الله علي بتوفيقه ثم بدعم الجميع للوصول بالكيان الأحدي لمرحلة إعلامية متميزة وغير مسبوقة وجدت الإشادة من الوسط الرياضي مسؤولين وإعلاميين وجماهير.
بدايتي مع نادي أحد كمسؤول عن تقنية المعلومات وعضو فاعل في المركز الإعلامي منحتني الفرصة للإنطلاق في مرحلة البناء وتأسيس الموقع الإلكتروني وشبكات التواصل الإجتماعي وتجهيز المتجر الإلكتروني الذي لم يفعل وبداية لم تكتمل في إنشاء تطبيقات الأجهزة الذكية في موسم اختتم بتأهل الفريق الأول لكرة القدم لمصاف أندية الدرجة الأولى.
وفي الموسم التالي، تم تكليفي كمدير للمركز الإعلامي بالنادي وبدأنا في تفعيل القنوات المتاحة ووضع خطط العمل وفق أفضل الممارسات محليا ودوليا حتى وصلنا لمرحلة التكامل بين الموقع الإلكتروني وشبكات التواصل الإجتماعي وتنوع المحتوى المنشور (صور، فيديو، انفوجرافيك، برومو.. الخ) مما حفز إحدى الشركات المتخصصة في التسويق لتوقيع عقد رعاية مع النادي تخطت قيمته 3 ملايين ريال.
وعند صعود الفريق الأول لكرة القدم للدرجة الأولى والأولمبي والشباب للممتاز وتواجد فرق كرة السلة كأبطال ومنافسين دائمين ومشاركة سلة الحقيقة في بطولة الأندية الخليجية وصعود فريق كرة القدم للصالات للدوري الممتاز.. أتضحت معالم نضج المركز الإعلامي بالنادي وأصبح يقارع الأندية الجماهيرية إعلامياً (الاتحاد والهلال والأهلي والنصر) وفاقها أحياناً بشهادة جماهير النادي والأندية الأخرى رغم تفاوت الإمكانيات وعدد القوى العاملة وحصلنا على أفضل مركز إعلامي في كرة السلة عام 1438 والوصول لمرحلة توافق فيها جميع الأحديين على عمل المركز الإعلامي.
وبعد التأهل لدوري جميل (الدوري السعودي للمحترفين لاحقاً) انتقلنا للمرحلة الأكثر تنظيماً بنفس عدد الموظفين في دوري الدرجة الثانية والأولى (أنا و2 مصورين) وبدأنا بتغطية التعاقدات مع اللاعبين المحترفين ومعسكر الفريق بالقاهرة وتنظيم أول مؤتمر صحفي احترافي في تاريخ النادي بحضور أغلب القنوات التلفزيونية والصحف والإعلاميين.
بدأ دوري جميل وواجهنا فريق الشباب في أول مباراة وكنت متخوفاً من أي قصور إعلامي قد يحدث نظرا لحداثة التجربة ووجود أنظمة رابطة دوري المحترفين وضرورة التنسيق مع القنوات الناقلة والظهور كمتحدث رسمي باسم النادي كلما اقتضت الضرورة مع تسارع الأحداث، وبفضل الله كنا في الموعد وظهرنا بعمل إعلامي لا يقل عن عمل الأندية الكبيرة وأكرمنا الله بنتيجة المباراة أيضاً، واستمر العمل الإعلامي في النادي مستقرا كمشروع إبداعي يدعمه فريق عمل مؤهل حتى الجولة السابعة حينها تيقنت بأنه حان موعد الرحيل.
أربع سنوات عشتها في هذا النادي العريق مقدماً الإنتماء لمدينتي ورياضتها والاحترام لمجتمعها وإعلامييها وشبابها مبادراً بتؤامة إعلامية بين الشقيقين أحد والأنصار لاقت الترحيب من مسؤولي الناديين وأصبحت واقعا ملموسا منذ ذلك الحين.
طوال هذه السنوات.. لم تغب أخبار النادي ومنجزاته وما تتطلبه كل مرحلة من توضيح للحقائق والعوائق التي يعيشها النادي بشفافية تشبه الماء ووضوح ولغة يشبهان الشمس وبساطة في الطرح ترتقي لذائقة كافة المحبين والمهتمين حتى وصلنا لمرحلة التأثير وصناعة الحدث والحفاظ على سمعة النادي ومكانته والمطالبة بحقوقه كثالث أقدم الأندية السعودية تأسيساً.
بعد عثرات وصعاب وإرهاق المشي صعودا.. أغادر الجبل راضيا عن نفسي بعد أن حظيت بأشعة الشمس المشرقة على قمته أولاً والتي منحتني رؤية مختلفة لما مضى.. اجتهدت فأصبت أحياناً وأخطأت حيناً وعذراً منكم جميعاً وشكراً لكل من أكرمني بكلماته ودعواته الطيبة.. أتمنى لكم جميعاً التوفيق والسداد.. ومهما رحلنا سيبقى الحب.
حفظكم الله..